واشنطن – ا.ف.ب – بعد خمس سنوات من سقوط بغداد، اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش امس ان العراق لايزال في وضع هش لا يسمح بخفض عديد القوات الاميركية المشاركة في حرب تثير الاستياء بين الاميركيين، الى ما دون 140 الف جندي.
واكد في كلمة بثها التلفزيون انه سيكمل عملية انسحاب محدودة في يوليو ثم سيجمد اي انسحابات اضافية خلال فترة مراجعة للوضع.
وقال في الكلمة، التي دافع فيها عن سياسته انه طمأن قائد القوات الجنرال ديفيد بترايوس الى انه سيحصل على «كل الوقت الذي يحتاجه» لاجراء هذه المراجعة. جاء اعلان بوش قبل سبعة اشهر من الانتخابات الرئاسية ليؤكد ان من يخلفه في منصبه في يناير 2009 سيضطر الى اتخاذ قرار بشأن كيفية انهاء الحرب الدموية التي تلقي بظلالها على ارثه كرئيس.
وقال بوش «لقد افاد الجنرال بترايوس بان الظروف الامنية تحسنت بشكل يكفي لسحب خمسة الولوية.. وهذا يعني انه بحلول 31 يوليو سينخفض عدد الالوية المقاتلة في العراق بنسبة 25 في المائة عن العام الماضي». وتابع «واضافة الى ذلك، قال الجنرال بترايوس انه يحتاج الى وقت لتعزيز قواته (..) وقلت له انه سيحصل على كل الوقت الذي يحتاجه».
خفض مدة الخدمة العسكرية
كما اكد بوش انه سحب تلك الالوية وتحسن الوضع الامني يترتب عليه خفض خدمة الجنود الذين يتم نشرهم ابتداء من اغسطس من 15 الى 12 شهرا، على ان يمضوا في البلاد مدة عام قبل ان يعودوا الى الميدان.
الرد على الديموقراطيين
وقال بوش «لقد امرت وزير الدفاع بفخض مدة الخدمة من 15 الى 12 شهرا لكافة الجنود النظاميين المنتشرين في منطقة عمليات القيادة الوسطى وذلك بهدف تخفيف العبء على الجنود وعائلاتهم»، ابتداء من الاول من اغسطس.
وقد كثف الديموقراطيون ومن بينهم المرشحان هيلاري كلينتون وباراك اوباما الدعوات لاعادة القوات، وقالوا ان سياسة بوش تتلخص في تسليم النزاع الى من سيخلفه في منصبه.
الا ان الرئيس الحالي رفض الانتقادات بالقول «لن تتوقف اي من عملياتنا، بل سنستخدم الاشهر المقبلة لاغتنام الفرص التي اتاحتها زيادة عديد القوات. وسنواصل العمليات على كافة الجبهات».
على إيران الاختيار
من ناحية اخرى، حذر بوش من ان بلاده ستدافع عن مصالحها في العراق ضد اي تهديدات ايرانية، مؤكدا ان «على نظام طهران الاختيار: يمكنهم ان يعيشوا بسلام مع جارهم (العراق) ويقيموا علاقات اقتصادية وثقافية ودينية قوية، او ان يستمروا في تسليح وتدريب وتمويل الجماعات المسلحة التي ترهب الشعب العراقي وتجعلهم يرتدون على ايران».
واضاف انه اذا اتخذت الخيار الصائب فان الولايات المتحدة ستشجع على اقامة علاقة سلمية بين ايران والعراق، وفي الحالة المعاكسة «سنتحرك لحماية مصالحنا وقواتنا وشركائنا العراقيين». من جهتها، استبعدت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو صراحة امكانية انتهاء الحرب قبل نهاية ولاية بوش. وقالت «لن يكون ذلك ممكنا قبل نهاية ولاية بوش.
وقالت «لن يكون ممكنا قبل نهاية العام، حتى ان المرشحين اقروا بان قواتنا ستتواجد في العراق بعد 2009، اي بعد ان يغادر الرئاسة».
واضافت «وما يرغب الرئيس في ان يقوم به هو التأكد من انه يتخذ قرارات صعبة الان يمكن ان تساعد على الانتقال السهل عندما يتولى الرئيس المقبل منصبه».
بترايوس: التخفيف من الحملة
من جهته، دعا الجنرال بترايوس الىاتباع نهج «حساس للغاية» في التعامل مع جيش المهدي، مقترحا على الحكومة العراقية تخفيف حملتها.
واوضح في مؤتمر صحفي «نحن بالتأكيد قلقون من ان ينهار وقف اطلاق النار، وهذا ليس في مصلحة احد، وتجري محادثات مكثفة في الوقت الحالي» لبحث المسألة.
واضاف «يجب اتباع اسلوب حساس للغاية لنضمن ألا يشعر هؤلاء بانهم حشروا في زاوية ليس منها مفر».
واقر بترايوس بان تجميد انشطة جيش المهدي، الذي قرره مقتدى الصدر في اغسطس ساهم في الانخفاض الحاد في اعمال العنف في العراق.
وهو قد ابلغ الكونغرس الثلاثاء ان المالكي لم يبلغه بالحملة العسكرية الا قبل ثلاثة ايام من اطلاقها.
الجمعة أبريل 11, 2008 6:05 pm
